الجميع يعلم أن هناك لحوماً ودجاجاً مشوياً بعدة نكهات من البهارات أما أن تدخل نكهة جديدة من بهار الغبار والأتربة على تلك المادة مصدرها الشواء على الأرصفة فهنا يجد المواطن نفسه أمام مشكلة صحية حقيقية, فقد نشطت في السنوات الأخيرة وبشكل لافت ظاهرة الشواء على الأرصفة والبسطات في عدة مناطق من دمشق وريفها, ويكاد الواقف على البسطة ينتظر دوره بوجبة يظنها دسمة من بقايا عظام ومخلفات الفروج لا يرى صاحب البسطة من كثرة الدخان المتصاعد فوق رأسه, ظناً منه أن هذا الدخان من دهن هذه اللحوم التي لا يعرف مصدرها لكنه استرخص سعرها.

نترات عظام الفروج تباع على أنها كباب و«همبرغر».

مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق الدكتور ماهر ريا أوضح أنه يتم التعامل مع المخالفين الذين يقومون بالشواء على البسطات بإبلاغ الشرطة عنهم ليقوموا بمصادرة البسطة واتخاذ الإجراء اللازم بحقهم أما بالنسبة للمحلات التي تتم عملية الشواء خارجها فهذا ممنوع لأنه يعرض اللحوم للغبار, مؤكداً أن المحافظة تقوم بعملية مكافحة لمادة كباب الفروج حيث تم تنظيم عدد من الضبوط منذ بداية العام وحتى تاريخه بلغت 1072ضبطاً وكان عدد الإغلاقات 240 إغلاقاً منها 127 إغلاقاً بشكل نهائي كما تمت مصادرة لحوم مفرومة بأنواعها وتقدر كميتها بحوالي 560 كغ خلال العام الحالي, مضيفاً أنه بلغ عدد الإغلاقات للأكشاك بسبب مخالفة مستثمريها للتعليمات الصحية ووضع المواد خارج الأكشاك 51 كشكاً منذ بداية العام مقارنة بـ54 كشكاً تم إغلاقه في عام 2017, وأوضح ريا أنه إضافة لذلك تم إغلاق عشرة محلات في أماكن بيع الفروج في منطقة الزبلطاني إضافة لإغلاق ثلاثة مسالخ عن طريق وزارة الداخلية وذلك باعتراف المواطن نفسه الذي تم إغلاق مسلخه لأنه يقوم ببيع نترات الفروج على أنها كباب وهمبرغر, مبيناً أن هناك مخاطر كبيرة تكمن في هذه المادة من كونها تتألف من فضلات ونترات العظام التي تؤثر في صحة المواطن وهي مخالفة للشروط الصحية.

وبين ريا أنه في كل حملة تقوم بها المحافظة يتم ضبط مخالفين وأي محل لا يضع الفرن لديه أمام أعين المواطنين تتم مصادرته وإغلاقه, منوهاً بأن منطقة الزبلطاني هي أكثر منطقة تتم مصادرة هذه المواد منها وتعد المنطقة الرئيسة المصدرة لبقية المناطق في المحافظة, مشدداً على أن أصحاب هذه المحال يقومون بجلب المادة بالسر لكن متابعة المحافظة لهذا الأمر مستمرة يومياً, وتمنى ريا على المواطنين أن يكونوا أكثر وعياً عندما يشترون تلك اللحوم ويجب أن يعلم المواطن أن هذه الوجبة هي فضلات الفروج وعظامه ويقوم صاحب المحل بخلطها بمواد أخرى وبيعها على أنها همبرغر دجاج بسعر رخيص.

عضو المكتب التنفيذي -مسؤول الشؤون الصحية في محافظة دمشق الدكتور عمار كلعو أوضح أن الردع يتم بشكل كامل لمكافحة هذه الظاهرة وبشكل جذري كما أنه توجد باستمرار وبشكل يومي حملات تتعلق بالشؤون الصحية وأوضح كلعو أنه تم إغلاق ثلاثة محلات من قبل وزارة الداخلية كما أن دوريات محافظة دمشق تقوم بضبط موضوع نترات الدجاج, مبيناً أن هناك أمراً مهماً تتم معالجته بشكل يومي هو المسالخ والذبح الذي يتم خارج المسلخ, الأمر الذي يشكل خطورة على صحة المواطن من عدم تطبيق الشروط الصحية لتلك الطرق من الذبح, مبيناً أن هناك أمور توعية يجب على المواطن الاقتداء بها, لكن المواطن يبحث عن الأرخص في ظل الظروف الراهنة, ناسياً الشروط الصحية والمشكلة الحقيقية تكمن في الغش المتبع من البائع نفسه والمواطن ولا يعلم أن هناك ضرراً بالصحة ولدى البائع طريقة إغراء بالبيع بأسعار زهيدة لكونه لا توجد تكلفة عالية وهؤلاء يطلق عليهم تجار أزمة, مؤكداً أن هذا الأمر يتطلب اهتماماً كبيراً كي يكون المواطن بحالة سليمة.




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة