خاص (اسعار صرف العملات)

قد يخال للمرء أن بلداً عانت أقسى أشكال الحرب، لا مكان للموسيقا والألحان فيها، إلا أن رنة العود التي تصدح من محال الآلات الموسيقية العتيقة في أحياء دمشق القديمة، تثبت للجميع بأن صوت الحياة هنا يعلو فوق كل صوت.

لم تمنع الحرب، التي فتكت بجميع نواحي الحياة، العجوز السبعيني، أبو سمير، من استكمال مشواره، الذي بدأه قبل أكثر من ثلاثين عاماً، عندما حوّل شغفه وحبه للآلات الموسيقية إلى تجارة رائجة، تدر عليه دخلًا مقبولًا في متجره الكائن في حي القيمرية بدمشق.

يوضح أبو سمير في حديثه لموقع "اسعار صرف العملات" أن الحالة الاقتصادية للمواطنين بفعل الحرب ومحدودية الرواتب وارتفاع نسب البطالة، أجبرتهم على التركيز على توفير الأكل والشرب أكثر من أي شيء آخر، حيث تدهورت صناعة وتجارة الآلات الموسيقية خلال الآونة الأخيرة.

ويعبر أبو سمير عن تفاؤله بتحسن هذه التجارة لا سيما بعد قرارات وزارة الاقتصاد والتجارة الداخلية الأخيرة بالسماح باستيراد الآلات الموسيقية مثل الغيتار والكمان والآلات النحاسية التي تعمل بالهواء والأبواق والأوتار وأجزاء ولوازم الآلات الموسيقية والإذاعية.

ومن خلال جولة الفريق الاقتصادي لموقع "اسعار صرف العملات" على بعض متاجر الآلات الموسيقية في أسواق العاصمة دمشق لرصد أسعار بعض الآلات المصنعة محلياً والمستوردة، اتضح أن هذه الآلات لم تسلم من موجة الغلاء التي طالت كافة السلع في البلاد.

وتدرجت الأسعار من الـ 750 ألف ليرة إلى الـ 5 آلاف، حيث بلغ سعر ميكسر الصوت الاحترافي 750 ألف ليرة، في حين بدأت أسعار البيانو من الـ 200 ألف ليرة فما فوق، ويماثله في ذلك التشيلو، أما الأورغ الغربي فبلغ سعره 60 ألف ليرة والأورغ الشرقي 165 ألف ليرة، كما اختلف سعر العود حسب نوع الخشب المصنوع منه، فتراوح سعره ما بين 40 إلى 130 ألف ليرة، في حين تراوح سعر الكمان ما بين 35 إلى 70 ألف ليرة، وبلغ سعر الأكورديون الصيني 20 ألف والألماني 70 ألف، ووصل سعر كل من الكلارينت والفلوت 90 ألف ليرة، وبلغ متوسط سعر كل من الترومبيت والغيتار 80 ألف ليرة، في حين بلغ سعر مجموعة النايات 70 ألف ليرة، وسعر الطبلة يبدأ من 10 آلاف ليرة.

وأما عن سبب ارتفاع أسعار تلك الآلات فيبين علاء (تاجر آلات موسيقية) في حديثه لموقع "اسعار صرف العملات" أن أغلب هذه الآلات مستوردة، وأنواع قليلة منها يتم صناعتها محلياً، فمثلاً صناعة الأعواد تحتاج إلى وقت طويل وهي الآن مهددة بالزوال و ذلك انخفاض الطلب عليها و ارتفاع أسعار تكلفتها فالعود الدمشقي معروف عنه و عن جودته في كافة دول العالم، باستثناء الأعواد التجارية والآلات الأخرى، ولكن الصناعات الراقية والاحترافية والأسماء المعروفة من حرفيي العود تصنع أعداداً محددة وحسب الطلب.

وحول تحديات هذه التجارة يقول علاء لموقع "اسعار صرف العملات": "نعاني من ارتفاع تكاليف هذه الصناعة ومحدودية الانتشار، كما نعاني من الدخلاء أو البائعين الذين يجلبون الآلات الرخيصة والرديئة، ومع ذلك الأمور جيدة نسبياً فهناك إقبال من قبل بعض الزبائن يترددون على محالنا وورشنا بين الحين والآخر ويشترون كل الآلات التي يريدونها، أو يصلحون آلاتهم".

يشير رواد متاجر الآلات الموسيقية إلى أن مرحلة إعادة الإعمار التي تشهدها سورية لا بد أن تشمل إعادة إعمار الفن والموسيقا والحياة لكي يكتمل جمال الجغرافيا السورية شكلياً وروحياً.




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة