بعد فضيحة فايسبوك إثر تسريب لشركة (كامبريدج أناليتيكا) بيانات مستخدمي موقع التواصل لأهداف سياسية، يسعى مؤسسها ومديرها التنفيذي #مارك_زوكربيرغ إلى احتواء النتائج السلبية، بعدما اجتاحت الاحتجاجات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك للمحافطة على مستخدمي الموقع وأسهم الشركة، وبالتالي على سمعته. لكن ما هو مصير "فايسبوك" الاقتصادي؟ وهل ستستمر ثروة زوكربيرغ بالانخفاض؟

تأثيرات سلبية:
ورغم أنّه لم يُحدد حتى الآن عدد المستخدمين الذين تخلوا عن "فايسبوك"، بقي هاشتاغ #DeleteFacebook رائجاً بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي. كما واصل مستثمرون ببيع أسهم "فايسبوك"، إذ أُغلقت يوم الخميس عند 164.89 دولاراً بانخفاض وصل إلى 2.7 في المئة. في حين أغلقت يوم الجمعة عند 185.09 دولاراً أميركياً، وفق رويترز. وخسرت الشركة بعد هذه الفضيحة- رغم اعتراف زوكربيرغ واعتذاره عن أخطاء ارتكبتها شركته ووعد بتقييد وصول المطوّرين إلى معلومات المستخدم كجزء من خطة لحماية الخصوصية- أكثر من 50 مليار دولار في قيمتها السوقية. لكن هل ستكون هذه بداية انهيار "فايسبوك"؟

قالت الرئيسة التنفيذية للعمليات في "فايسبوك" شيريل ساندبرغ خلال مقابلة مع "سي أن بي سي": "نحن نعلم أنّها مسألة ثقة، وهذه لحظة حرجة لشركتنا وللخدمة التي نقدّمها".

يُذكر أنّ شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية لتحليل البيانات، سرّبت معلومات وبيانات عن مستخدمي "فايسبوك" بهدف التدخّل في الانتخابات الأميركية واستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. واستطاعت الشركة تحليل بيانات نحو 50 مليون مستخدم لـ" فايسبوك"، بهدف توجيههم للتصويت للرئيس الأميركي الحالي دونالد #ترامب. وأعلن كريستوفر وايلي استعمال كامبريدج أناليتيكا هذه البيانات، وأكدّ التقني المتخصص إدوارد سنودن هذا الأمر.



وخلال حديث بين زوكربيرغ والصحافي في "النيويورك تايمس" كيفن روس، سأله روس عن فاعلية النموذج الاقتصادي الأساسي لـ"فايسبوك" وخطورته، والتي يقدم فيها بيانات ومعلومات عن المستخدمين للمعلنين والمطوّرين لاستهداف العملاء، فأجاب زوكربيرغ أنّه من المهم أن يتوافق النموذج الإعلاني مع مَهمّة شركته، والتي هي بناء مجتمع لجميع سكان العالم وتقريبهم بعضاً من البعض الآخر.

وأضاف أنّ الجزء الأهم هو توفير خدمة للمستخدمين هم في حاجة إليها ويمكنهم تحمّل تكاليفها. وقال: "لا أعتقد أنّ الجزء الإعلاني سيزول".

لكن اللافت أنّ بيان زوكربيرغ الذي نشره على صفحته في فايسبوك تضمّن خطوات وإجراءات لمعالجة مشكلات "فايسبوك" الحالية والماضية، منها تقييد وصول المطورين لبيانات "أكثر" لمنع الأنواع الأخرى من إساءة الاستخدام، وتقليل البيانات التي يقدّمها المستخدمون لتطبيق ما عند تسجيل الدخول، لتقتصر على مجرد اسم وصورة ملف شخصي وعنوان بريد إلكتروني، ومطالبة المطوّرين بالحصول على موافقة وتوقيع عقد في حال الطلب من أي شخص الوصول إلى مشاركاته أو بياناته الخاصة الأخرى، ما سيفرض المزيد من القيود على المعلنين وزيادة المبالغ التي ينفقونها على استهداف مستخدمي "فايسبوك". لكن هل سيبقى اهتمام المعلنين مركزاً على "فايسبوك" أم أنّهم سيتوجهون إلى منصات أخرى؟

وقد خسر زوكربيرغ نحو 5 مليارات دولارات أميركية بحسب فوربس إثر هذه الفضيحة، لكن ما فعله "فايسبوك" كثورة في عالم الانترنت وعالم التواصل الاجتماعي كان له تأثير كبير في الجمهور، وبالتالي الاستراتيجية التي يعتمدها زوكربيرغ في الاستحواذ على التطبيقات التي يمكنها منافسة "فايسبوك" أو تقديم خدمة جديدة للعملاء يجعل منها "شبه مستحيلة" الانهيار، إلا أنّ إغلاق المستخدمين لحساباتهم وتوجههم إلى منصات أخرى قد يساهم في خسائر مستقبلية كبيرة، ومن المستبعد أن تصل إلى مرحلة الإفلاس، علما أنّ المعلنين سيبقون الضحية الأكبر لأي مطبّات في مسيرة "فايسبوك" الإعلانية.




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة