بلغت الودائع بالليرات السورية لدى المصارف الخاصة التقليدية والإسلامية (14 مصرفاً) بنهاية عام 2017 حوالي 529.9 مليار ليرة سورية، مقارنة مع الودائع بالعملات الأجنبية والبالغة (بعد تقويمها بالليرة السورية) 744.06 مليار ليرة سورية، حيث أظهرت إفصاحات المصارف الخاصة للعام 2017 عن جذبها لودائع إجمالية بلغت 1274 مليار ليرة سورية، وتظهر القوائم المالية أن هذه الودائع هي عبارة عن ودائع عملاء وودائع مصارف في المصارف التقليدية، على حين هي عبارة عن أرصدة حسابات جارية للعملاء وإيداعات وحسابات استثمار مصارف ومؤسسات مالية في المصارف الإسلامية.

ويعود سبب تحليل البيانات لنهاية العام 2017 لأن البيانات النهائية السنوية هي التي تظهر لنا توزع الودائع بين الليرة السورية والعملات الأجنبية، وبنتيجة الدراسة تبين أن نسبة 58.4 بالمئة من إجمالي ودائع المصارف السورية الخاصة هي بالعملات الأجنبية على حين تبلغ الودائع بالليرات السورية نسبة 41.6 بالمئة، وهنا نود أن نشير إلى أن العملات الأجنبية هي عبارة عن الدولار الأميركي، واليورو، والين الياباني والجنيه الإسترليني وعملات أخرى.

ومن حيث توزع الودائع بين ودائع العملاء وودائع البنوك فقد بلغت ودائع العملاء لدى المصارف التقليدية حوالي 686.5 مليار ليرة سورية على حين بلغت ودائع البنوك حوالي 148.8 مليار ليرة سورية، أما أرصدة الحسابات الجارية للعملاء في المصارف الإسلامية فقد تخطت 178.7 مليار ليرة سورية، بينما كانت إيداعات وحسابات استثمار مصارف ومؤسسات مالية لدى المصارف الإسلامية حوالي 260 مليار ليرة سورية.

وبنظرة سريعة لتوزع الودائع بين الليرة السورية والعملات الأجنبية نجد أن نسبة الودائع بالعملات الأجنبية من إجمالي الودائع في المصارف الإسلامية هي الأعلى مقارنة بنسبها في المصارف التقليدية، حيث سجلت نسبة الودائع بالعملات الأجنبية في المصارف الإسلامية الثلاثة نسباً تفوق 61 بالمئة مقارنةً بالمصارف التقليدية التي كانت متفاوتة بشكل كبير كما سنأتي على ذكرها تالياً.

ماذا يمكن أن يُوظَف لدى المركزي؟

بعد موافقة مجلس الوزراء السوري على نظام إصدار شهادات الإيداع التقليدية بالعملات الأجنبية، أصدر مجلس النقد والتسليف القرار رقم (102/م ن) تاريخ 22/07/2018 والخاص بنظام إصدار شهادات الإيداع، كما أصدر مجلس النقد والتسليف قراره رقم (110/م ن) تاريخ 02/08/2018 الذي أجاز للمصارف العاملة توظيف فوائضها من القطع الأجنبي لديه على شكل ودائع لأجل بمدد مختلفة تبدأ من أسبوع وحتى سنة، ومع الحديث الدائر حول قرب إصدار نظام الصكوك الإسلامية، فيمكن القول: إن المصرف المركزي أضحى يتيح للمصارف العاملة في سورية نوعين من الاستثمارات لديه فهي إما تودع ودائع بمدد تتناسب مع التزاماتها تجاه مودعيها من ناحية والتزاماتها تجاه مقترضيها وتمويلها لعمليات التجارة الخارجية من ناحية أخرى، وإما أن تقوم بشراء شهادات إيداع صادرة عن المصرف المركزي بفوائد ومدد زمنية محددة بشكل مسبق وبمبالغ تستهدف جميع الشرائح الدولارية (وينطبق هذا الأمر على المصارف الإسلامية من خلال الصكوك الإسلامية)، وإن هذه الخطوات من شأنها توفير السيولة النقدية بالقطع الأجنبي واستقطاب رؤوس الأموال ما ينعكس إدارةً أفضل للسيولة خاصة مع العمل بنظام التسويات الإجمالية السوري ومع الاستقرار الواضح في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار منذ أكثر من سنة ومع الانفراجات الأمنية وعودة أغلبية الجغرافيا السورية لسيطرة الدولة.

من خلال الأرقام فإن مجموع الودائع بالعملات الأجنبية تبلغ نحو 744.06 مليار ليرة سورية بما يعادل تقريباً حوالي 1.7 مليار دولار على أساس سعر صرف 434، وبافتراض تمكن المصرف المركزي من منح عوائد مغرية للمصارف على شهادات الإيداع أو الصكوك أو الودائع لديه وتمكنه من جذب 50 بالمئة منها فقط (وذلك لكوننا نأخذ بالحسبان أن قيام المصارف بتمويل أنشطة التجارة الخارجية تدر أرباحاً أفضل من توظيفها لدى المركزي وهي لن توظف سوى ما يفيض عن ذلك) فإن المبلغ المتوقع توظيفه هو 857 مليون دولار، وفي حال اعتبرنا أن الفائدة على الإصدار الأولي لشهادات الإيداع (4.25 بالمئة) هي مقياس التكلفة التي سيتحملها المصرف المركزي، فإن إجمالي التكلفة قد تصل إلى 36.5 مليون دولار سنوياً.

ترتيب المصارف

تبوأ بنك البركة الإسلامي قائمة أكبر نسبة ودائع بالعملات الأجنبية بواقع 76.6 بالمئة من إجمالي ودائعه حيث بلغت ودائعه بالعملات الأجنبية مقومة بالليرة السورية حوالي 180.2 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 55 مليار ليرة سورية، وحل ثانياً بنك سورية والمهجر (الأول في القطاع التقليدي) فقد سجلت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 76.3 بالمئة حيث بلغت حوالي 113.3 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 35.2 مليار ليرة سورية، أما بنك الشام الإسلامي فكان ثالثاً فقد بلغت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 63 بالمئة حيث سجلت ودائعه بالعملات الأجنبية مقومة بالليرة السورية حوالي 49.7 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 29.2 مليار ليرة سورية، أما رابعاً فكان بنك سورية الدولي الإسلامي حيث بلغت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 61.7 بالمئة فسجلت حوالي 77 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 47.7 مليار ليرة سورية، أما فرنسبنك سورية فحل خامساً (ثانياً في المصارف التقليدية) فقد بلغت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 61.5 بالمئة حيث سجلت حوالي 49 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 30.7 مليار ليرة سورية، أما البنك الدولي للتجارة والتمويل فقد حل سادساً بنسبة بلغت 55.08 بالمئة حيث سجلت ودائعه بالعملات الأجنبية مقومة بالليرة السورية حوالي 57.1 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 46.5 مليار ليرة سورية، أما سابعاً فكان بنك عودة فقد بلغت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 54.5 بالمئة حيث سجلت حوالي 45.6 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 38 مليار ليرة سورية، أما بنك قطر الوطني فقد حل ثامناً فقد بلغت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 47.37 بالمئة حيث سجلت حوالي 11.6 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 13 مليار ليرة سورية، أما بنك بيمو السعودي الفرنسي فقد حل تاسعاً بنسبة 47.30 بالمئة حيث سجلت ودائعه بالعملات الأجنبية مقومة بالليرة السورية حوالي 96.7 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 107.7 مليار ليرة سورية، عاشراً كان البنك العربي فقد بلغت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 45.4 بالمئة حيث سجلت ودائعه بالعملات الأجنبية مقومة بالليرة السورية حوالي 22 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 26.4 مليار ليرة سورية، أما بنك سورية والخليج فقد حل في المرتبة الحادية عشرة فقد بلغت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 40.2 بالمئة حيث سجلت 18.7 مليار ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 27.8 مليار ليرة سورية، وفي المرتبة الثانية عشرة حل بنك الأردن فقد بلغت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 30.2 بالمئة حيث سجلت ودائعه بالعملات الأجنبية مقومة بالليرة السورية حوالي 6.4 مليارات ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 14.7 مليار ليرة سورية، أما بنك الشرق فقد حل المرتبة الثالثة عشرة فقد بلغت نسبة ودائعه بالعملات الأجنبية 26.6 بالمئة حيث سجلت حوالي 8.5 مليارات ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 23.5 مليار ليرة سورية، أما بنك بيبلوس فقد حل أخيراً بنسبة 19.8 بالمئة حيث سجلت ودائعه بالعملات الأجنبية مقومة بالليرة السورية حوالي 8.5 مليارات ليرة على حين بلغت ودائعه بالليرة السورية نحو 34.5 مليار ليرة سورية.





إقرأ أيضا أخبار ذات صلة