مبتدأ الكلام هو : أنّ الجيش حرر معبر نصيب منجزا واحدا من أهم الانتصارات , لأنّ هذا الانتصار يعني بما لايقبل الشك فتح المعبر وبالتالي يعني فك الحصار عن سورية .. ولكن يظهر واضحا أنّ هناك من هو ضد فك الحصار.. ومن تضررت مصالحه فأراد موزنتها بمصلحة البلد غير أبه إلا بتوسيع مصالحه على حساب تضييق مصالح البلد ..
ما يدفعنا للسؤال : من هو ذا الذي عنده مشكلة مع المعبر فقام بإثارة هواجس من فتح المعبر غير موجودة ولا تشكل شيء يذكر مع ما يجري مع لبنان .
من يحاول التشويش والتشكيك كي يوضع له الحد فورا طالما هناك دولة وحكومة ومؤسسات تعمل وتتابع وتستطيع المعالجة بمقياس المصلحة الوطنية
وأفردرئيس مجلس الوزراء مساحة مهمة من جلسة الحكومة أمس لمناقشة تطوير معبر نصيب وتجهيزه ليغدو واحدا من أهم المعابر الدولية بما يتناسب مع موقع سورية الجغرافي والتجاري .
وبحسب المعلومات فقد كلف السيد رئيس مجلس الوزراء السيد وزير الداخلية رئيس اللجنة المختصة بدراسة معبر نصيب ومتابعته مع الجانب الأردني , كلفه بمتابعة وضع المعبر ورصد اي متغيرات واعتماد كل ما من شأنّه تحقيق المصلحة الوطنية ورفع المقترحات بناء على أية متغيرات تحدث للبناء عليها بما يخدم الاقتصاد السوري وينسجم مع السيادة الوطنية . 
هذا وبالنظر الى قائمة المواد التي تعبر نصيب باتجاه الاراضي الأردنية فسنكتشف من القوائم الرسمية الموثقة والمتابعة يومياً بجداول أنها ألبسة وكونسروة وبعض مواد غذائية في جلها وهي تخرج يوميا بالأطنان .
وعمليا الألبسة كانت قد نشطت منذ العام الماضي باتجاه الأردن وكلنا يذكر أن دمشق استقبلت في معرض دمشق الدولي العام الماضي أكثر من 100 رجل أعمال أردني هذا عدا عن العشرات من الموردين الذي حضروا معارض الالبسة والاغذية لبحث توريد منتجات سورية الى الأردن أو اسواق اخرى عبرها .وكان الشحن بالنسبة للالبسة يتم عبر الطيران ما يعني أن تطور صادراتنا من الألبسة كان مرهوناً بفتح المعبر البري . ..
بالنسبة للمواد الغذائية واذا ما استثنينا الخبز المادة الوحيدة المدعومة بين قائمة المواد التي تصطحبها السيارات الأردنية . فكلها مواد لدى سورية كميات جيدة منها للتصدير وبعضها يعاني من فائض , بدءا من الحمضيات الذي عبر منه 1000 طن الى الأردن في عشرة أيام فقط وإذا ما استمر التصدير عل نفس الوتيرة بل سيزداد, فإن كميات جيدة من الحمضيات ستجد طريقها للتصدير إلى الاردن وعبره .
ما يعني أن معبر نصيب سيحمل الفرج للحمضيات السورية وأيضا لقائمة طويلة من المحاصيل والزراعات التي تعاني صعوبة في التصريف بعكس ما يحاول الترويج له بأنّ السيارات الأردنية التي دخلت الى سورية تسببت في نقص المواد وارتفاع أسعارها دون أن ندري كيف يمكن بناء واقع قياسا ل 200 سيارة تقل 700 شخص يمكن أن يجتمعوا معا في مطعم واحد بدمشق . 200 سيارة تحمل منتجات مسموح استيرادها او على الأقل تُعرض في اسواقنا بانتظار مواطن أو سائح أو زائر ليشتريها .
هكذا يجري خلط الاوراق و التشويش على أهمية فتح معبر نصيب الذي لطالما كان رافدا للاقتصاد الوطني في مجمل النشاطات الكلية الناجمة عنه .
تماما كما هو حال المعابر مع لبنان التي تعبرها سيارات و مركبات تحمل كل شيء من سورية تهريبا وصحبة مسافر ولكن لم تجد من يشوش لانه حيث تحققت المصالح هنا ضربت هناك ؟
للاسف هناك متنفذون يحاولون الاساءة للاقتصاد الوطني وتصوير انهاء حالة من الحصار على سورية على أنّها شر للبلد لمجرد التعارض مع المصالح الخاصة والتي تسوق بكثير من العهر على انها مصلة للاقتصاد الوطني .
معبر نصيب تم افتتاحه وبعد قليل سيتم افتتاح المعابر مع العراق وستمتلا البلاد بالسيارات العراقية التي ستحمل كل شيء .
بطبيعة الحال المنتجات السورية هي شغف الاردنيين والعراقيين والخليجيين وهذا يقتضي ابتكار كل الاساليب التي من شأنها تأمين وجود قوي ومهم للمنتجات السورية في هذه الأسواق والتي تبدو ابسط حالاتها في ما تنقله السيارات الخاصة .
ولا بد من الاشارة هنا الى المشهد المُنتظر لمعبر نصيب هو اساطيل الشاحنات التي تنقل البضائع السورية الى الاسواق الاردنية وما بعدها بما يساعد في تطوير حركة التصدير التي تشكل حالة صحية تسعى لها كل الدول و تقويها بل وتدعمها نظرا لأهميتها في تأمين فرص العمل للكثير من الحلقات وتأمين قيم مضافة عالية وإيرادات مهمة لخزينة الدولة و لحركة الاقتصاد في البلد . .
هوامش :
1 - في الحقيقة من المهم البحث والاشارة إلى أولئك الذي يحاولون التشويش على فتح معبر نصيب وتشويه فائدته الاقتصادية للبلاد علما أن المشوشين إنما يحمون جيوبهم الخاصة لأطول فترة ممكنة ؟ 
2 - السيارت الأردنية التي تعبر الحدود السورية تدخل الى سورية فتنفق وتصرف في مطعم وسوق واوتيل و ثم تحمل معها مواد وسلع معروضة في الاسواق السورية كما ذكرنا اعلاه للبيع للسائح والمواطن على حد سواء وهذا أضعف الإيمان وحيث لايجوز قياس الأمر بارتفاع سعر العنب في نهاية الموسم واسناد التهمة الى معبر نصيب .وعلينا أن نتذكر كيف كان اللبنانيون يغزون الاسواق السورية في أيام العطلة الاسبوعية وكيف كان يحسب انفاقهم في الايرادات السياحية ؟
3 - ركاب السيارات الاردنية ينفقون ويصرفون ويشترون وفي كل حركة يدفعون فيها يتسرب المال الى حركة الاقتصاد وينشطه بشكل أو بآخر . أما أن يتم اختصار الأمر والقول بأن السيارات الأردنية تأخذ السلع المدعومة فإننا هنا سنطرح السؤال التالي ما هي السلع المدعومة في سورية التي يحملها الاردنيون في سياراتهم باستثناء الخبز ؟ .
3 - المعلومات تقول بأن السيارات الأردنية تحمل معها الألبسة بالدرجة الأولى تليها الحلويات العربية الفاخرة ثم الكونسروة وغيرها من السلع التي هي مسموحة للتصدير أصلا . أما الخبز فيمكن وضع حل للامر بعد قليل وبكل تأكيد سيتم بناء مجمعات تجارية على الحدود ويمكن أن تحتوي أفراناً تبيع الخبز بسعر سياحي وإلزام السيارات بالشراء
4 - من باب أخذ العلم , السوريون الذين اجبروا تحت وطأة الحرب لنقل نشاطهم الزراعي الى الاردن واقامة معامل فيها أقاموها بالاعتماد على المواد الأولية الموجودة في سورية الكونسروة مثالاً ؟
5 - أخيرا لوذهب سوري الى الأردن ماذا سيحمل من هناك , هل سيحمل قطعة لباس مع وجود احتمال 80 % أن تكون صناعة سورية أو زعتر كل مكوناته من حلب مع فارق السعر لصالح المنتج المعروض في أسواقنا
 بالمحصلة : الامر الذي يجب التركيز عليه هو التصدير الذي يمكن أن يعبر نصيب باتجاه الأسواق الاردنية وما بعدها وما يمكن أن تؤمنه من قيمة مضافة للإقتصاد السوري , هكذا يجب النظر الى الأمر ومن زواياه التفضيلية حتى لا يأتي أحد ويقول ان الصادرات قليلة متجاهلا الأسعار التأشيرية .
لقد تم فتح معبر نصيب ومعه تم اعلان إنهاء ثلاث سنوات من الحصار كانت سورية تخسر فيها المليارات سنويا , وللأسف عند فتح المعبر الهام لسورية جاء من يقلص دوره تبعا لمصالح خاصة يبدو واضحا أن الحكومة كانت متيقظة لها تماما وحيث مضت في التعامل مع المعبر من منطلق المصلحة الوطنية وحيث ما زال لديها الكثير لتطوير المعبر وإعادة الحياة له كشرايين يؤكد الموقع التجاري الاستثنائي لسورية في المنطقة والعالم ؟
مرّة أخرى من هو ضد فك الحصار ؟على كل لايخفى شيء عن الدولة هكذا تعلمنا ؟؟





إقرأ أيضا أخبار ذات صلة