لم يفلح النفي الرسمي لوزارة التجارة الداخلية أمس وتأكيداتها بشأن عدم وجود أي دراسة أو نية لرفع سعر ربطة الخبز في كبح هواجس المواطنين وتخوفاتهم من أن يرتفع سعر ربطة الخبز في «ليلة ما فيها ضو قمر» إلى 200 ليرة فاستمرت تعليقاتهم وتعبيراتهم الغاضبة تملأ مواقع التواصل الاجتماعي.

لم تستبعد د. رشا سيروب ارتفاع سعر ربطة الخبز فلا شيء بعيد عن الحكومة _كما تقول_ ولاسيما أنها خفضت قيمة مخصصات وزارة التجارة الداخلية في موازنة العام القادم بمقدار 14 ملياراً تقريباً فقد كانت مخصصاتها هذا العام 375 ملياراً, بينما خصص لها 361 في ميزانية العام القادم، مشيرة إلى أن الوزارة يمكن أن تبرر ذلك بقيامها بتصغير رغيف الخبز, لكن تلك التبريرات ليست صحيحة، فالواضح أن الحكومة بدأت بالتخلي عن الدعم شيئاً فشيئاً.

ورأت د.سيروب أن الحكومة تقوم باتباع أسلوب التذكير بنفقاتها مع تناسي حجم إيراداتها ففي موازنة العام القادم مثلاً لم تذكر أي رقم من إيراداتها، مشيرة إلى أنه لم يعد بمقدور المواطن التحمل أكثر، متسائلة: ترى عندما تتخذ الحكومة أي قرار هل تقوم بوضع المواطن ضمن اعتباراتها أم إنها تتخذ قراراتها بناء على حسابات شخصية ومصالح خاصة؟!

وأضافت: في كل مناسبة يُذكّر المسؤول الحكومي بكمية الدعم الحكومي المبذول للمواطن، علماً أن إيرادات الفروقات السعرية تتجاوز مبالغ الدعم المخصصة بـ100 مليار ليرة سورية وتالياً فلا وجود لدعم حقيقي كما يقولون، كما تتجه الحكومة للتخلي عن القطاع الحكومي مقابل دعم القطاع الخاص بحجة خسائره, علماً أن الجزء الأكبر من ميزانيتها ممول من قبله بموجب الأرقام الحكومية .

وكانت بعض مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي قد تناقلت مؤخراً خبراً مفاده أن وزارة التجارة الداخلية تجري دراسة لاتزال قيد البحث لرفع سعر ربطة الخبز من 50 ليرة إلى 200، لتخفيف الهدر في الاستهلاك، على أن يتم توزيع الفرق على المواطنين لأن الدراسة تفترض أن يستهلك الفرد 10 ربطات في الشهر, يعني توزيع 1500 ليرة فرق الدعم على كل فرد من أفراد الأسرة موظفين و غير موظفين «عبر إيجاد آلية مناسبة للتوزيع».

فقد أعادت تلك الشائعات إلى ذهن المواطنين إشاعة ارتفاع أسعار المحروقات وتكلفة دعمه من الحكومة التي انتشرت في وقت سابق والذي أعقبه ارتفاع حقيقي في سعرها على أرض الواقع، ما جعل البعض يرجح أن تكون تلك الشائعة مقصودة والهدف منها معرفة آراء الأوساط الشعبية, تمهيداً لرفع سعر الخبز الذي يعجز بعض المواطنين عن تأمينه بسعره الحالي.

وقد وصل سعر ربطة الخبز منذ أيام قليلة ماضية إلى 150 ليرة في أوقات الذروة أمام العديد من الأفران في دمشق، على خلفية تخفيض الوزارة مخصصات المخابز من الدقيق, حيث وصف بعض المواطنين الانتظار على الدور للحصول على ربطة خبز أنه أشبه «بمعركة البقاء».

وليست المرة الأولى التي تنفي فيها الوزارة هذا العام إشاعات رفع سعر الخبر، حيث أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد الله الغربي الشهر الماضي أنه لا وجود لأي خطة بشأن زيادة تعرفة ربطة الخبز، وتكلّف ربطة الخبز الحكومة 200 ليرة بينما تبيعها بـ50 ليرة لكونها مادة مدعومة، حيث تصل قيمة العجز التمويني الناتج عن دعم مادة الخبز إلى 380 مليار ليرة سنوياً حسب تصريحات وزير المالية مأمون حمدان.

وتدرّج سعر ربطة الخبز في الأفران الحكومية ارتفاعاً منذ 2013 من 15 ليرة لـ8 أرغفة الى 35 ليرة حتى وصلت إلى 50 ليرة لـ7 أرغفة، بمعدل زيادة أكثر من 230% بين 2013 – 2016.

ويرى مراقبون أن ارتفاع هذه التكلفة إنما هو نتيجة الفشل في الحفاظ على إنتاج القمح السوري والاعتماد على الاستيراد, بينما تحولت الأراضي السورية التي كانت تزرع قمحاً إلى أراض قاحلة لاتزرع ولا تحصد.

و استغرب مدير الشركة العامة للمخابز جليل إبراهيم المعلومات حول زيادة سعر ربطة الخبز إلى 200 ليرة، نافياً الشائعات حيال ذلك..!





إقرأ أيضا أخبار ذات صلة