مرة أخرى يقفز الدولار فيما يبقى مصرف سورية المركزي في مكانه.. الفارق الآن بين سعر الدولار في السوق حسب نشرة المركزي  وبين سعره مقابل الليرة في السوق الموازي يقترب من مئة ليرة.. وأول سؤال يتبادر إلى الأذهان,لمصلحة من تذهب هذه المئة ليرة؟

حسب المتوفر من التحليلات فأنه وبعد تحرير معظم التراب السوري من الإرهاب توقفت عملية ضخ الدولارات التي كان يحصل عليها الإرهابييون في السوق السورية..

وحسب التقديرات كانت هذه الأموال تتراوح بين أربعة إلى خمسة مليون دولار يومياً فيما يتحدث آخرون عن تحويلات المغتربين التي كانت أكثر حضورا في المراحل السابقة

نحن هنا نتحدث عن انخفاض في موارد القطع بالمقابل عودة الأراضي السورية إلى الدولة جعل هناك تكاليف إضافية كبيرة لإعادة البنى التحتية ومساعدة المواطنين على الاستقرار في بيوتهم وهذا يترجم بلغة الاقتصاد زيادة في الإنفاق ..إذا نحن أمام معادلة من النوع البسيط تقوم على انخفاض في الإرادات وزيادة في الإنفاق ومثل هذا لا شك سيؤدي بشكل أو بآخر إلى ارتفاع الدولار مقابل الليرة السورية.

ثمة عوامل إضافية تتعلق بزيادة الحاجة إلى استيراد مواد أولية وآلات لإعادة كثير من المنشآت والمعامل السورية للعمل وهذا يفسر زيادة قيمة إجازات الاستيراد الممنوحة من وزارة الاقتصاد للمستوردين.

هذا هو التفسير لما يجري في سوق الدولار لكن هذا لا يبرر الانكفاء الحكومي عن التدخل من خلال مجموعة من الإجراءات التي يعرفها المصرفيون فلا يمكن ترك العلاقة بين الدولار والليرة تسير تحت قواعد السوق الحر ونحن في بلد لازلت الحرب جزءاً من حياتها الاقتصادية والسياسية, وهذه ليست دعوة لتطبيق سياسات ميالة البائسة والغريبة كان ولربما المشكوك بنزاهتها ولكننا نتحدث عن آليات جديدة كنا نتمنى أن يقوم بها الحاكم الجديد الدكتور حازم قرفول الذي لم يبدأ على ما يبدو آلية العمل بشكل يلمسه سوق القطع السوري.

وثمة عامل نفسي عادة ما يترافق مع العقوبات أو التهديد بالعقوبات مما يؤثر على تصرفات رجال الأعمال وهذه إحدى المساوئ التي عاهدناها في أصحاب رؤوس الأموال إذا أنهم أول الذين يتصرفون بحذر شديد يترجمون مقولة رأس المال الجبان بأسوأ طريقة تسيء للاقتصاد مثلما تسيء لهم.

31/01/2019
عدد المشاهدات: 2347
اسعار صرف العملات
www.syria-ex.com




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة