إذا لم نقل من بداية هذا العام فإنه منذ قرابة الشهرين وحال الصاغة في سوق الذهب في اللاذقية ليس على مايرام، فالذهب في ارتفاع والشراء إلى انخفاض و(الحالة تعبانة)، وما ينغص حالهم أكثر هو ارتفاع ضريبة الدخل منذ حوالي السنتين إلى أكثر من300%، ويقول بعضهم إنهم لا يجدون مسوغاً لارتفاعها، وإنها لا تتناسب مع أوضاعهم الحالية كما يقولون.

حفظنا أغاني فيروز

لا عرض ولا طلب، والوضع يزداد سوءاً هذا ما قاله الصائغ سامر زيدان صاحب أحد محال الذهب في الشيخ ضاهر معبراً عن استيائه من هذا الوضع الذي يرافقه منذ أكثر من شهرين إلى درجة أنه حفظ أغاني فيروز جميعها من كثرة الملل وتوقف العمل، متسائلاً: كيف سيتم تسديد القروض إذا ما استمر الوضع هكذا؟ ومن أين سيتم دفع الضريبة السنوية التي يزيد الهم مجرد ذكرها ؟

مضيفاً: موضوع السرقات الذي يتكرر ويكون الصائغ ضحيته يحتاج إلى حل، فكيف يمكنني أن أعلم أن القطعة التي أشتريها من المواطن مسروقة، فأدفع ثمنها مرتين مرة للمواطن والمرة الثانية عندما يكتشف أنها مسروقة.

كما تزعج قضية الذهب المسروق الصائغ سامر كذلك تزعج بقية الصاغة في السوق، فهي أكثر ما يقلقهم، هذا ما أكده الصائغ (ع. ق) الذي طلب من الجهة المسؤولة عن الموضوع النظر ودراسة الحالة أكثر قبل تطبيق القانون قائلاً: كيف للصائغ أن يعلم أن هذه القطعة مسروقة، وهل عليهم الشك بكل من يدخل محلاتهم بأن ما يعرضونه مسروق؟

وكيف بإمكانهم تطبيق مقولة: توخوا الحذر، كيف يكون هذا التوخي؟

«المحابس» أكثر بيعاً
الصائغ عدنان شعبو أكد أن حركة البيع ضعيفة نسبياً، وارتفاع أسعار الذهب الذي تتحكم به ضوابط الدولار الضعيفة أثر كثيراً في عملية الشراء، ليقتصر العمل حالياً على شراء بعض القطع الذهبية التي تتمثل بمحبس أو «سنسال» يبيعها من يقتنيها مستغلاً ارتفاع أسعار الذهب لعله يحصل على فروق تؤمن له بعض المال، أما الذين يشترون الذهب حالياً فهم قلة قليلة من المواطنين… وأضاف: ما يزيد الطين بلة ارتفاع ضريبة الدخل الذي لا أجد مسوغاً له، فنحن نعيش حالة عدم استقرار، ولا توجد حركة بيع، وأتمنى لو يعاد النظر به، بما يتناسب مع أوضاعنا في أكثر الأيام.

أكثر الذين دخلوا محل الصائغ غياث حيدر أثناء وجودنا فيه يرددون السؤال ذاته: (ممكن سوم هالمحبس أو السنسال؟) وهذا السؤال كما قال صاحب المحل يسمعه أكثر من 10 مرات في اليوم ممن يقصدون محله، مشيراً إلى أن الجمود يسيطر على العمل و(الحالة تعبانة).
 قلص الكثير من أصحاب محلات الذهب محتويات محلاتهم، فبعضهم لا يحوي محله إلا قطعاً محدودة، والكثير منهم تكدس الذهب على واجهات محالهم بانتظار الفرج، هذا ما أشار إليه رئيس الجمعية الحرفية للصياغة والمجوهرات في اللاذقية مروان دبّاح، الذي يرى أن الارتفاع اليومي للذهب بنحو 300 ليرة سورية يشلُّ عملية الشراء عند المواطنين الذين لا يكفي راتبهم لشراء غرام واحد منه.
مشيراً إلى أن ارتفاع ضريبة الدخل بنسبة 300% أرهقت الصاغة، ولاسيما أن حالهم هذه الأيام لا يحسدون عليها، قائلاً: إذا كان الصاغة ليس لديهم دخل في ظل هذا الوضع فلماذا عليهم أن يدفعوا ما يسمى ضريبة الدخل، فاسمها ضريبة دخل، إذا كان هناك دخل يدفع الصائغ ضريبة.

وعن موضوع السرقات وما يتعرض له الصاغة من احتيال ممن يسرقون الذهب ويبيعونه، بين دبَاح أنه منذ 22 عاماً عندما استلم عمله رئيساً للجمعية وهم يناقشون هذا الموضوع مع عدد من المحامين العامين الذين تناوبوا على المحكمة في المحافظة، ومع عدد من الجهات المعنية بهذا الموضوع، وكان الجواب في كل نقاش أنه وفقاً للقانون (السرقات تسترد)، مشيراً إلى أن هذا الموضوع يحتاج مناقشة في مجلس الشعب ووزارة العدل، واتخاذ القرار المناسب بما يصون حقوق الصاغة، منوها بتعامل البعض مع بائعين يدركون أن الذهب الذي يشترونه منهم مسروقاً وهنا القانون لا يحمي المغفلين، في حين شدد على ضرورة توخي الحذر في التعامل مع من ليس لهم ثقة به ومعرفة مع من يتعاملون، وفي رده على سؤالنا: أين دور الفاتورة في ذلك؟ أجاب: الفاتورة ليست ضماناً للصائغ لأنه من الممكن أن تكون مسروقة أيضاً مع الذهب.

وفي السياق ذاته بين دباح أنه تم منع أصحاب محال بيع المجوهرات التقليدية من كتابة كلمة «ذهب» على واجهات محلاتهم، وأن يلتزموا بكتابة (إكسسوار)، مضيفاً أن ما يروّج له بأنه «ذهب» روسي وبرازيلي ليس ذهباً، بل مجوهرات تقليدية، ومعدن لا قيمة له، ولا توجد لها تسعيرة عندنا، مشيراً إلى أنه حفاظاً على سمعة الذهب بدأت منذ عدة أشهر حملة مخالفة المحال التي تروّج لهذا النوع ومنعها من تداول عبارة «ذهب»، وذلك بالتعاون مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وتم تنظيم عدة ضبوط بحق المحال المخالفة.

17/07/2019
عدد المشاهدات: 6862
اسعار صرف العملات
www.syria-ex.com




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة