خاص اسعار صرف العملات

للمرة الثانية يتحرك سعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء مقابل الدولار فوق عتبة 600 ليرة سورية، وللمرة الاولى ينخفض سعر الصرف إلى أدنى معدل له منذ بداية الأزمة في سورية بعدما وصل يوم أمس إلى مستويات 675-685 ليرة للدولار الواحد، الأسواق تغلي بارتفاع اسعار السلع الجنوني، والحكومة في جلستها يوم أمس صامتة خرج من أجندتها وضع سعر الصرف ،والمواطن يكتوي بنار الغلاء ويقدم التحليلات والاقتراحات، بعد ان غاب أو غيب رأي رجال الاقتصاد وأساتذة الجامعات .
 
موقع اسعار صرف العملات، يتابع بدقة المتغيرات على سعر االصرف، وقام بنشر استطلاع للرأي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حول رأي أصحاب الاختصاص والمتابعين والخبراء ومقترحاتهم للحد من ارتفاع سعر الصرف، في محاولة لمزج الاراء وتقديم حلول علمية وعملية يستفيد منها من يهمه الأمر.
 
الاستطلاع لاقى في ساعته الأولى مئات الاعجابات والتعليقات وعشرات المشاركات، منهم من قدم حلول منطقية وواقعية ،ومنهم من سخر من هذا الوضع والصمت الحكومي لما يجري، ومنهم من طالب بمحاسبة تجار العملة، ومنهم من فضل عدم التصريح عن رأيه، وندعو من يهمه الامر الدخول الى الصفحة والاطلاع على نبض الشارع، والتماس حس المواطن السوري بالمسؤولية وحرصه وغيرته على اقتصاد بلده ، وانه يستحق أن يعلم حقيقة ما يحدث لسعر الصرف  .
 
سعر الصرف بدأ بالارتفاع بأجزاء من الليرة منذ 28 - 3- 2011 ، وتجاوز عتبة 50ليرة في 16-11-2011 بحسب النشرة الرسمية لمصرف سورية المركزي  ، وأغلق في نهاية عام 2011 بعد 9 اشهر من الازمة على سعر صرف 55,55 ليرة سورية، ومنذ ذلك التاريخ وتجار السوق في سورية تتعامل بالدولار في عمليات البيع والشراء، وحولت تعاملاتها من الليرة السورية الى الدولار، وأسعار المواد تقفز مع كل ارتفاع لسعر الصرف، وتبقى ثابتة مع الانخفاض ، وانتشرت دكاكين ومكاتب وشركات صرافة بكثرة في سورية بطريقة ملفتة للنظر .
 
مخاوف وتساؤلات كثيرة في الشارع السوري تديرها الشائعات وشح المعلومات ، وسط صمت حكومي ومصرفي مخيف، ويبقى السر الحقيقي لما يحدث في سعر الصرف طي الكتمان والتحليلات، و بالرغم من تشكيل لجنة سرية للبحث والتدقيق في كل دولار خرج من المركزي خلال سنوات الأزمة عبر جلسات التدخل التي كانت تجرى في محاولة للسيطرة على الليرة السورية، واعلان حاكم المركزي الحالي الثبات على سعر الصرف وعدم الرغبة بالانجرار وراء أسعار التطبيقات والصفحات يصل الفارق اليوم بين السعرين المركزي والخاص الى 250 ليرة  .
 
وبالعودة الى التاريخ القريب ، حيث كان عام 2016 الاسوء في طالع سعر صرف الليرة السورية، حيث بدأ العام بسعر 312 ليرة في نشرة المركزي ووصل الى 574 ليرة في 23-5-2016 ، ومن ثم عاد بالتراجع ليصل الى سعر 476ليرة مع بداية شهر حزيران ، وفي نهاية شهر اب وصل سعر الصرف الى 495 ليرة في النشرة الرسمية ، ومنذ نهاية عام 2017 مازال سعر الصرف في المركزي مستقرا عند 435 ليرة ، واليوم في السوق السوداء يترنح فوق 675 ليرة علما انه انخفض الى ادنى من نشرة المركزي العام الماضي .
 
ويرى مراقبون أن انخفاض سعر الصرف في عام 2016 قد تكون له مبرراته الأمنية والسياسية والاقتصادية ، أما اليوم فما هي المبررات والحجج الاقتصادية اذا كانت السياحة تعلن ان حجوزات فنادقها كانت كاملة الشهر الماضي، وزار معرض دمشق الدولي مئات الالاف، ناهيك عن الصفقات التجارية والعقود الموقعة التي اعلن عنها ،وانتاج سورية من القمح لاول مرة يصل الى هذا الرقم من بداية الازمة، و حقول النفط والغاز المتضررة عاد بعضها للعمل ، والحواجز ضمن المدن والحركة التجارية مع دول الجوار عادت، و معبر نصيب عاد ومع العراق بعض المعابر تعمل ، وعدد المنشات الصناعية التي عادت للعمل بالالاف، وحلب بدأت تنبض بالانتاج، وأصوات المعامل في المدن الصناعية تعلو، والاسواق تعاني من وفرة الانتاج، وموسم الأمطار زاد الرقعة الزراعية ،واعداد الثروة الحيوانية، ما مبررات هذا الأرتفاع الجنوني لسعر الصرف اليوم يسأل العقلاء .
 
موقع اسعار صرف العملات حاول التواصل مع أحد الاساتذة في جامعة دمشق لمعرفة رأيه  حول ما يحدث في سوق الصرف فضل عدم الكشف عن هويته، فكان جوابه مقتضبا : كيف تطلب تحليلا عن قطاع الصرف ولا يوجد بين أيدينا في الجامعة أي معلومات او أرقام عنه ؟ وقال من باب النكتة .. عجبني أحد التعليقات على الفيس بوك يقول أن السبب كبير وعميق على قولة أسعد خشروف في مسلسل ضيعة ضائعة
 
وطالبت التعليقات على الاستطلاع المنشور على صفحة موقع اسعار صرف العملات نوجزها : بضرورة تطمين الناس لما يجري ،واغلاق الصفحات التي تتحدث عن سعر الصرف ، وملاحقة من يقامر بالسعر ، وتشجيع عودة المغتربين، واعتماد سعر موحد، وعدم تمويل التجار، وضخ الدولار في السوق، واغلاق دكاكين الصرافة، واتباع المعالجة ونفس الاسلوب الذي اتبع في 2016، وضبط المضاربين، ووقف استيراد الكماليات ،ودراسة الوضع الاقتصادي من قبل مختصين ،والاستعانة بخبرة الحاكم السابق الدكتور دريد درغام، والاستفادة من تجارب الدول التي مرت بأزمات مشابهة، ووقف تدهور الليرة بمعالجة الشرخ بين الدخل والاستهلاك، والعديد من التحليلات التي تحمل النكتة والكثير من السخرية من هذا الواقع الاليم .
 
ماحدث لسعر الصرف ياساده خلال الايام الماضية مازال مجهولا، ويفوق التوقعات والنظريات الاقتصادية ،وغير محكوم بميزان الصادرات والواردات،  وعلى ما يبدو معرفة السبب بحاجة الى قارئة فنجان .
 
09/09/2019
عدد المشاهدات: 2016
اسعار صرف العملات
www.syria-ex.com




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة