2020-09-30
لم تشهد أسواق اللحوم في محافظة درعا، جموداً في حركة البيع والشراء كالتي تشهدها مؤخراً، فأن يصل الحال ببعض أصحاب محال القصابة إلى إغلاق محالهم بعد أن اقتصرت مبيعاتهم اليومية على بضعة كيلو غرامات، فهو يعد سابقة في محافظة تعد منتجة للثروة الحيوانية، ولعل هذا ما دفع بالكثيرين للتساؤل: لماذا توالي أسعار اللحوم ارتفاعها طالما أن منطق السوق يقول إن الطلب المنخفض يقابله انخفاض في الأسعار وليس العكس؟ أم إن أسواقنا كما يقول البعض فصّلت لنفسها قوانين على مقاسها بعيداً عن قوانين السوق ومنظريه.

وسجلت أسعار اللحوم استقراراً عند أعلى مستوى وصلته منذ شهور، إذ سجل مبيع كيلو لحم الخروف الهبرة دون لية بين(16- 18) ألف ليرة، فيما سجل سعر كيلو المسوف 13 ألف ليرة، وظل سعر لحم العجل عند حدود 12 ألفاً، مع وجود تمايز في الأسعار بين منطقة وأخرى في المحافظة.

وعزا أحد أصحاب محال القصابة في منطقة (الصنمين) ارتفاع أسعار اللحوم إلى ارتفاع أسعار المواشي، حيث تجاوز سعر كيلو الخروف الواقف 6000 ليرة، أي بزيادة تعادل 100% عن أسعارها في نفس الفترة من العام الماضي، لافتاً إلى أن تراجع الطلب الشديد على شراء اللحوم لم يؤدِ إلى انخفاض الأسعار لأنه لم يكن مدعوماً بعرض قوي من المواشي من قبل المربين.
وأعرب عن اعتقاده بأن تحتفظ الأسعار بمكاسبها، على الأقل إلى أن تحصل زيادة في عرض المواشي، وهذا لن يتم - حسب قوله- بسبب عزوف قسم كبير من المربين عن البيع وتوجههم نحو التربية والتسمين، فضلاً عن أن لدى البعض قنوات أخرى للتصريف وبالأسعار التي يرغبون في إشارة منه إلى التهريب.

وأشار صاحب محل آخر إلى أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك تُجري وبشكل دوري تعديلاً على أسعار اللحوم في نشراتها، بما يقترب من الأسعار الرائجة، وتقوم بإلزام محال القصابة بها، فيما المطلوب حسب رأيه، التوجه إلى أسواق المواشي والتي مازالت خارج نطاق الرقابة والتسعير المُلزم، علماً كلمة السر في الأسعار عند المربين والتجار وليس عند اللحامين.

وبالتوازي لم ينعكس التحسن الذي شهدته أعداد الثروة الحيوانية في المحافظة خلال العامين الماضيين على الأسواق بعكس ما كان متوقعاً، وحسب مدير دائرة الإنتاج الحيواني في مديرية الزراعة - المهندس وليد المصري فقد ارتفع عدد قطيع الأبقار في المحافظة حسب آخر إحصائية إلى 47 ألف رأس تنتج ما يقارب 3 أطنان من اللحوم سنوياً، فيما ارتفع عدد قطيع الأغنام والماعز إلى 800 ألف رأس، ويبلغ إنتاجها المتوقع من اللحوم 7000 طن سنوياً، لافتاً إلى أن الوضع العام للثروة الحيوانية في درعا مستقر والقطيع بحالة جيدة بفضل الرعاية الصحية والمتابعة المستمرة من قبل كوادر الصحة الحيوانية والمتواجدة في جميع المراكز البيطرية التابعة للمديرية.

بالمحصلة لدينا 10 آلاف طن من لحوم الأبقار والأغنام منتجة سنوياً بالتوازي مع تحسن مضطرد في أعداد الثروة الحيوانية في المحافظة، والسؤال ما الفائدة من كل هذه الأرقام فيما بات المواطن ينظر إلى اللحوم باعتبارها ضيف شرف في المناسبات الخاصة جداً.

عدد المشاهدات: 67871
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة