2020-11-04
تواصل الأسواق السورية إرتفاعاتها الغير مسبوقة، في جميع القطاعات ، ليبقى المواطن السوري يعاني من أزمة غلاء معيشية، لم يصل لها على مدار السنوات العشر الماضية، وهاهي عاصمة الصناعة السورية حلب تضيف الألبسة إلى قائمة الكماليات والرفاهيات ، إذا ان المواطن اليوم بحاجة لراتب شهر كامل أو أكثر كي يستطيع شراء جاكيت شتوي.

وللمفارقة فإن المصنعيين دائماً يحملون السبب الحقيقي لإرتفاع الأسعار يعود قطعاً إلى صعوبة إستيراد الأقمشة و تأمين القطع الأجنبي و زيادة السعر عالمياً

محمد أحمد (موظف) قال : إن أسعار الملابس الشتوية زادت عن العام الفائت ثلاثة أضعاف ولا نعرف السبب الحقيقي وراء ذلك هل هو ارتفاع أسعار جميع مستلزمات إنتاج الألبسة الشتوية سواء المازوت الصناعي أو ارتفاع أجور اليد العاملة أم إن تقلبات السعر هي السبب وراء ذلك ..؟ وإن كان كذلك فالأمر لم يعد يعنينا لأننا كموظفين وأصحاب دخل محدود لم نعد قادرين على اقتناء (جاكيت شتوي) إلا بشق الأنفس فمن غير المعقول أن ندفع راتب شهر كامل ثمن جاكيت واحد !.

ويؤيده بالرأي هاني حمود (عامل عادي) مضيفاً : إن كانت الألبسة الشتوية المصنفة محلياً قد ازداد سعرها ثلاث مرات فإن الصادم بالنسبة لشريحة واسعة من المواطنين أن أسعار (البالة) قد ارتفعت أيضاً ليس ثلاث مرات بل أربع أو خمس مرات عن العام الفائت ، كون سعرها يتأثر بعوامل إضافية وفقاً لما يتم اتخاذه من قرارات بين الحين والآخر ، فالحل الوحيد أو البديل إن صح القول لتخفيض أسعار الألبسة هو الإنتاج الضخم ، ولعل هذا القرار أو الخيار الصعب قد يكون غير ممكن لعدم تصريف المنتج للأسباب التي ذكرناها سابقا !.

نور (معلمة) قالت لصحيفة "البعث ": من دون شك أن راتب الموظف ربما لا يكفيه لشراء (جاكيت شتوي) وهذا يعني بلغة الأرقام أن ثمن الجاكيت الذي كان سعره ٢٠ ألف ليرة العام الفائت أصبح الآن يتجاوز الـ٦٠ ألف ليرة وهي أرقام قريبة في أسواق وأحياء حلب كالعبارة والتلل والفرقان وفي المولات المنتشرة في أحياء محافظة حلب .

المطالبة بدعم الصناعات النسيجية
نمير الشبلي صاحب محل منذ ثلاثين عاماً أيّد ما تحدث به معظم الذين التقيناهم حول مسألة سعر الصرف والاستيراد ولكنه خالف بالوقت نفسه ما سبقه بالنسبة لليد العاملة التي بقيت أجورها على حالها رغم الغلاء بشكل عام ، وقال : إن هامش الربح الذي يتم تحديده من قبل التجارة الداخلية معقول ولكن ليست هنا المشكلة وإنما معظم أصحاب المحلات يبيعون سلعهم دون هامش ربح بسبب ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين وعدم الإقبال على الشراء .

كره بيت مراديان صاحب محل أطقم بالعبارة يمارسون المهنة بالتوارث منذ عام 1928 قال بحسب ما نشرته صحيفة "البعث " المحلية : الغلاء بشكل عام يشمل معظم السلع ومنها الألبسة الشتوية وسواها فمثلاً قبل بدء الأزمة كنا نبيع الطقم بمبلغ /5/ ألاف ليرة والآن أصبح سعره /75/ ألف ليرة ، وهذا الأمر انعكس سلباً على واقع السوق وضعف الطلب كثيراً حتى أولئك الذين كانوا يرتدون الطقم لم يعودوا يكترثون له بسبب غلائه ، وأضاف : نطالب الجهات المعنية بدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وخاصة المنتجين وفتح باب التصدير كي تنتعش هذه الصناعات من جديد وفي السابق كنا مكتفين محلياً أما الآن فالأمر قد اختلف كلياً .

سعر الصرف والكهرباء عامل أساس
أما رأي الجمعية المختصة فقد أوضحه نضال حوري رئيس الجمعية الحرفية للخياطة وصناعة الألبسة الجاهزة بحلب مؤكداً أن السبب الأساس في غلاء سعر الألبسة الشتوية بشكل عام وبقية الألبسة بشكل خاص هو استيراد الأقمشة من الخارج ، مضيفاً : كما نعلم أن مسألة الاستيراد تتعلق بداية بسعر صرف القطع الأجنبي وصعوبة تأمين إجازات الاستيراد فضلاً عن الروتين وغيرها .

وأردف قائلاً : الأمر الذي أرهق كاهل أصحاب الورشات هو انقطاع التيار الكهربائي وكذلك عزوف عدد كبير من الصناعيين والحرفيين عن متابعة ممارسة عملهم إما لأنهم هاجروا أو لأن ورشاتهم تعرضت للتخريب والدمار جراء الأعمال الإرهابية التي شهدتها حلب خلال سني الحرب الظالمة ضدها ، ومنهم أيضاً من سرقت معاملهم من قبل عصابات الإجرام والقتل ومنهم من استشهد ، مشيراً بالوقت نفسه إلى قلة اليد العاملة وإن وجدت فإن هؤلاء يطالبون بأجور مرتفعة جداً .

وضرب رئيس جمعية الخياطة مثلاً عن أن متوسط سعر " الجاكيت الشتوي " ٥٠ ألف ليرة وإذا كان "الجاكيت " من نوع الجوخ عندها السعر يختلف كلياً لأنه عندما نقول "جوخ " فإن هذه الصناعة تتطلب الصوف وهذا يعني أن السعر سيتضاعف حتماً ، أما متوسط سعر الطقم فيتراوح بين ٧٥ ألف إلى١٥٠ ألف ليرة حسب جودة التصنيع .

وختم حوري قائلاً : التجارة الداخلية عادة تضع سلم الأسعار وهناك هامش ربح مقداره ١٠% للمنتج و٧% لتاجر الجملة ، ومن١٠ إلى١٥% للمستهلك لأن الأخير لديه التزامات كوضع النمر وأجور و مصاريف أخرى كالمياه والكهرباء والضرائب وسواها.

عدد المشاهدات: 42186
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة