2021-04-15
تمّت إقالة حاكم مصرف سورية المركزي وهو الحاكم الثالث خلال سنوات الأزمة... وبغض النظر عن الإقالة وعن فعالية هذا الحاكم عن ذاك، فإن الملفت هو تكرار "ظاهرة إعلامية " في سورية حول تفسيرات وتأويلات إقالات "الموظفين الكبار "، التي يسارع (صحفيون خاصون) بكشف أغوارها وأبعادها واستثمارها للحديث عن "تشغيل مقصلة مكافحة الفساد ".

في هذه المرة نقلت صحيفة يومية معتمدة و "شبه رسمية " خبراً عن "مصادر " تقول بإنه: "بعد إعفاء الحاكم من المهم الإشارة إلى الدور السلبي له وتقصيره الشديد وربما فساده ".

هذه المصادر تعلم مسبقاً أن الحاكم السابق "سمح لتجار كبار بأن يأخذوا قروضاً كبيرة تصل لمئات المليارات وبقيمة أقل من قيمتها "، ولكنها تخبرنا في آخر لحظة بهذه "الحقائق ".

هذا ما حصل أيضاً عند إقالة رئيس الحكومة السابق، إذ ملأت المصادر الخاصة الصفحات الصفراء بأخبار عن كشف فساده وتبيان أن الإقالة مبنية على هذه الكشوفات، بل ذهبت للقول بإنّه "قيد الاعتقال "! وإذ به يظهر علناً مبتسماً ومتأنقاً كما يفعل كل "الموظفين الكبار ".

الفساد في سورية أكبر من كل موظفيه، ولا تلغيه إقالة أكبر "رجالات الدولة " واستبدال وجوه بوجوه. فكما يرفع الفاسدون من شأن بعض المرؤوسين الكبار فإنهم يعودون ليطيحوها أرضاً، لتبدأ "أقلام المصادر " بإعلان "حملات التطهير "، أما الأهم أنّه ما من محاسبة طالت أياً من المُقالين تاريخياً في سورية، إلا في حالات نادرة لبعض "المغرّدين خارج السرب " أو من يقعون في تقاطع نيران الكبار.


عدد المشاهدات: 59485
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة