2021-09-12

خاص سوريا اكسبو
في ظلّ الظّروف الصّعبة التي تعاني منها سورية اليوم، ظهرت كافّة أنواع و أشكال الأزمات (الكهرباء والوقود، المياه، الفساد، النقل، ارتفاع الأسعار، والسكن) لتحيط بالمواطن من جميع الجهات وتحبسه في زاوية ضيّقة، وتجعله واقفاً مكتوف اليدين لا يملك سوى انتظار الفرج القريب الذي لم يرِ له بصيص أملٍ حتى الآن.
فالأزمات في تفاقم، والمعاناة اليوميّة المتكرّرة في تزايد، والصبر بدأ ينفذ، والحلقة في تضيّق مستمرّ، ولا بدّ من إيجاد حلول سريعة وفورية لتلك الأزمات قبل أن تتدهور الأمور أكثر ويصعب تداركها.

من أجل لذلك قام موقع سوريا اكسبو بإجراء استطلاعٍ رأي للمواطنين، لرصد ترتيبهم لهذه الأزمات الستة حسب الأهميّة والأولويّة في فوريّة حلّها من قبل الحكومة

وبناءً على هذا الاستطلاع وبحسب رأيّ الأغلبيّة، تصدّرت أزمة الكهرباء والوقود القائمة، حيث أنّ معظم من شملهم الاستطلاع يعاني من انقطاع في الكهرباء لساعات طويلة فقط ثلاث ساعات وصل خلال الأربع وعشرين ساعة يوميّاً، والتي كانت السبب الأوّل في تعطيل أعمالهم وتأخير إنجاز مهمّاتهم الحياتيّة. بالإضافة إلى كونها العقبة الأساسيّة أمام مضخات المياه والتي بسبب غيابها ظهرت أزمة المياه وأصبح انقطاعها يدوم لأيّام عدّة.
وقد نافست أزمة الوقود الكهرباء في حصولها على المرّتبة الأولى نظراً لأهميّتها وتأثيرها السلبي على أزمة أخرى أيضاً، فبسبب انقطاع الوقود بات هناك أزمة في المواصلات ووسائل النقل، وأصبح المواطن السّوري يذهب إلى عمله أو جامعته متأخراً بسبب قلّة عدد باصات النّقل الدّاخلي من جهة، أو بسبب عدم توافر مادة البنزين ليذهب بسيارته الخاصّة من جهة أخرى.
كما أنّ فصل الشّتاء أصبح على الأبواب، وإلى الآن أغلب المواطنين لم يحصلوا على مخصّصاتهم من مادة المازوت، والتي بالكاد ستكفيهم حتى منتصف فصل الشّتاء. حيث علّق مروان البكور:
" 1- أزمة الكهرباء والوقود، الكهرباء تعمل مضخات لإيصال الماء وتعمل المنشأة وبالتالي يزداد العمل، الوقود يحل أزمة النقل وبالتالي تزداد حركة السيارات وبالتالي يزداد العمل، هذين العاملين يوفران زيادة المدخول للمواطن لتسديد احتياجاته وتحسين وضع المعيشة لبناء سكن وبالتالي ينخفض الفساد، النتيجة إعادة إنهاض البلد من الركام إلى الإعمار
". وأضاف Ali Ismael: "أول شي الكهرباء والوقود الشغل بيتحسن الأجورات والأسعار بتنزل والمياه بتضل شغالة المضخات وبعدين السكن شرّ لابدّ منه ".
لتأتي بعد ذلك أزمة الفساد وتحصل على المرّتبة الثانية، فقد انتشرت الرّشاوي والوساطات في الآونة الأخيرة بشكل رهيب، بالتزامن مع غياب الضّمير، ليجد المواطن نفسه عاجزاً أمام ذلك لا ناقة له ولا جمل، فلا يمكنه إكمال معاملته بدون إعطاء الموظف رشوة، والطالب حديث التخرّج لا يمكنه إيجاد فرصة عمل بدون واسطة تدعمه، وأستاذ المدرسة أو الجامعة لا يقوم بإعطاء درسه كما يجب بسبب غياب ضميره أو انعدامه أصلاً.
وهذه الأزمة سببها ارتفاع الأسعار، بالتزامن مع دخل الموظف الضئيل والمحدود، والذي لا يتناسب مع غلاء الأسعار والظروف المعيشية اليومية الصّعبة، فدخله لا يكفيه إلّا أوّل أسبوع من الشهر، مع التّوفير والاقتصاد إلى حدٍ كبير في تأمين احتياجاته، وبالتّالي هذا ما يجعله مضّطراً لقبول الرّشوة من أجل أن يتمكّن من تدّبر مصاريف أفراد عائلته اليوميّة الضّرورية.
فقد علّق مفيد مكاوي قائلاً: " إذا حُلّت أزمة الفساد حُلّت جميع المشاكل الباقية ". وذكر Motaz Kaddah: " حل الفساد بينحل الباقي أوتوماتيكياً ".
وهكذا نجد في النّهاية أنّ جميع هذه الأزمات مرتبطة ببعضها البعض مثل لعبة الدومينو، فحلّ واحدة منهم سيؤدي حتماً إلى حلّ الأزمة الأخرى، فأزمة الكهرباء ستكون مفتاح حلّ أزمة المياه، وأزمة الوقود ستحلّ أزمة النّقل والسّكن، وأزمة ارتفاع الأسعار ستفتح الباب أمام حلّ أزمة الفساد.
لهذا السّبب وحسب آراء المواطنين، لا بدّ من إيجاد حلّ فوري وسريع لأزمة الكهرباء والوقود، ليتمّ لاحقاً إيجاد الحلول المناسبة لباقي الأزمات تباعاً، ويهنئ المواطن بعيشة كريمة وينعم بحقوقه تحت سقف بلده الحبيب.

عدد المشاهدات: 18190
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة