2022-07-19

خاص سوريا اكسبو
تمرُّ سوريا في أسوأ وضع اقتصادي ربما لم تعرفه من قبل، لكنّ أزمة الكهرباء ظلّت ربما أعقد وأكثر الأزمات تأثيراً، حيث الكثير من المرافق الحيوية وحتى حياة الناس اليومية باتت مرتبطة إلى حدّ كبير وبعيد بالكهرباء.

وفي ظل الانقطاع المزمن للتيار الكهربائي الذي وصل إلى قرابة 22 ساعة يوميًّا راح الكثير من السوريين يبحثون عن بديل آخرعن المولدات الخاصة، علّه يخفّف عنهم بعض النفقات من ناحية ويوفّر الكهرباء من ناحية أخرى.

وبذلك، وجدوا السوريين في الألواح الشمسية ضالتهم المنشودة، وانتشرت هذه الطاقة البديلة في كل سوريا بشكل واسع وكبير، حتى أن أسطح المباني في المدن راحت تتحوّل بشكل تدريجي إلى ما يشبه المرايا العاكسة فهل يمكن أن تكون تلك الألواح (كب مصاري عالفاضي)!!

خبير وعامل في مجال تركيب الألواح الشمسية، قال إن السوريين الفرحين اليوم بالإنارة وبعض ما تقدمه الطاقة الشمسية، سيصحون قريباً، وتتحول هذه الفرحة إلى قلق وخيبة، فهم مطمئنون الآن لأنهم لا يعلمون أن ألواح الطاقة والمدخرات التي تصل إلى سورية، من أسوأ الأنواع في البلدان المصدرة.

وتابع المصدرفي حديثه لصحيفة "الوطن " المحلية أنه وبأحسن الأحوال، ممكن أن تكون ألواح الطاقة أنواع جيدة مر على تصنيعها وقت طويل، لذا فإنها لن تعطي النتيجة المرجوة بالمدة المرجوة، بل أقل بكثير.

وبناء عليه، سيضطرون لشراء مدخرات وألواح جديدة خلال فترة لا تقارب نصف الفترة التي توقعوها، فمن قيل له ثلاث سنوات، سيضطر للتبديل خلال فترة لا تتجاوز سنة ونصف أو سنتين بأفضل الأحوال. بحسب ما نقلت صحيفة الوطن عن المصدر.

وأشار إلى أن ما دفع ثمنه اليوم 15 أو 20 مليون ليرة، سيصبح 30 وربما 40 مليوناً، فلا ضوابط لهذا السوق، ولا يحدد أسعار مواده سوى توافرها وكمية الطلب، و "اليوم كمية الطلب مخيفة لدرجة أنك تظن أنه لم يبق سوري لم يركب منظومة طاقة شمسية ".

ويضيف الخبير إن الاستهلاك السريع لعمر المدخرات لا يعود فقط لرداءة أنواعها، بل لتحميلها فوق طاقتها أيضاً، وخاصة في المنازل التي قامت بتركيب مدخرات و(انفرتر) فقط من دون ألواح طاقة شمسية.

وفسر ذلك بأن شحن المدخرات بهذه الحالة سيعتمد على كهرباء الدولة، أي 4 ساعات في النهار كحد وسطي في بعض المناطق، وحد أقصى في مناطق أخرى، واستخدام يصل إلى 20 ساعة، ومن الطبيعي أن يقلل استخدام كهذا من عمر مدخرة جيدة، فما بالك إن كانت رديئة أساساً.

بدوره أكد المهندس سمير محمود خبير طاقة ومختص في محطات التحويل الكهربائية للصحيفة المحلية أن ما يجري في مجال الطاقة الشمسية هو فوضى كبيرة سترتد على الجميع، ويرى أنه لا يجوز أبداً السماح بأن يقوم كل مواطن بتركيب طاقة شمسية في منزله لعدة أسباب، منها الكلف المادية الباهظة.

كما أن المواد الرديئة الموجودة في السوق السورية، والاستهلاك الدائم لمواد التوليد، ولاسيما المدخرات، وهذه الحالة لن يستفيد منها سوى التجار والشركات الموردة والمستوردة، وسيبقى المواطن رهن أهوائها واستغلالها، إضافة لما ستقدمه من خدمه سيئة وغير مضمونه ولا تشكل بديلاً دائماً.

وأوضح محمود أن الاستثمار الأفضل والواعد والأنظف هو طاقة الرياح، فمثلاً 100 مروحة هوائية تكفي محافظة متوسطة الحجم من الكهرباء، وكلفتها تبدو في الظاهر كبيرة، لكنها على المدى البعيد ذات ربحية كبيرة جداً وهي تسترد كامل قيمتها خلال ثلاث سنوات، ويستمر التوليد مجاناً لأكثر من 20 سنة تقريباً، كما أن وصلها مع الشبكة سهل، وإنتاجها دائم ليلاً ونهاراً.

صحيفة الوطن، نشرت في وقت سابق، تقريراً للتكاليف التفصيلية لتركيب منظومة الطاقة الشمسية في سوريا، مشيرة إلى أن الكلفة الدنيا تبدأ من 15 مليون ليرة سورية.

ونقلت الصحيفة عن خبير "تركيب طاقة شمسية " قوله بأن وسطي الكلفة لتشغيل إنارة وشاشة ومكيف واحد باستطاعة بسيطة، وثلاجة وغسالة، لا يقل عن 15 مليون ليرة، لأنه يحتاج إلى ستة ألواح، ومدخرتين (بطاريتين) و(إنفرتر 3000 شمعة) مع أجور التركيب.


وحول التكاليف التفصيلية لتركيب منظومة الطاقة الشمسية، ذكر الخبير أن سعر متر الكبل النازل من الألواح إلى المنزل يبلغ 10 آلاف ليرة، وكلما بعدت المسافة بين الألواح والمنزل زادت الكلفة.
بينما يبلغ ثمن قاطع (الديسيليوم) الواجب تركيبه ثمنه نحو 65 ألف ليرة سورية، وسعر ما يعرف بالـ (أتاشات) 5000 ليرة.

أما حديد القاعدة فيباع بالكيلو، ويصل ثمن كيلو الحديد المشغول والمفصل إلى نحو 11500 ليرة، فستة ألواح تحتاج إلى ما لا يقل عن مليوني ليرة حديد، كما أن شكل أو نوع القواعد يختلف، إذ من الممكن أن يكون عبارة عن سكك تنزل فيها الألواح وتستقر، أو زوايا ثابتة عبر روابط سفلية، ولكل نمط من هذه الأنماط سعر مختلف.

وبالنسبة للألواح، فتختلف أسعارها وفقاً للنوع، حاله كحال الإنفرتر الذي يبدأ سعره من 1.2 مليون ليرة سورية ويصل بحسب الأنواع إلى 5 ملايين ليرة.

أما المدخرات (البطاريات) فسعر الواحدة لمثل هذه المنظومة 1.5 مليون ليرة، وهي تحتاج إلى مدخرتين، وهذه الأسعار متغيرة تصاعدياً وفقاً لعوامل مختلفة منها ارتفاع أسعار المواد الكهربائية المتعلقة بالمنظومة نظراً لارتفاع الطلب مقابل العرض.

عدد المشاهدات: 82805
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة