2024-06-11

مع تصاعد الأزمة الاقتصادية والمعيشية في سوريا، تتزايد شعبية مواقع المراهنات بشكل ملحوظ، حيث يبحث الكثيرون عن وسيلة لتحقيق الربح السريع في ظل نقص فرص العمل وتدني الأجور إلى مستويات غير مسبوقة.

تظهر البيانات أن الأموال المصروفة يوميًا على هذه المواقع كبيرة جدًا، حيث يشارك عشرات الآلاف من السوريين في هذه الأنشطة بشكل منتظم. وتقدر الأموال المتداولة على هذه المنصات بمئات ملايين الليرات يوميًا، مما يعكس حجم الإقبال الكبير عليها.

يشرح “رائد روبيرت”، كما يسمي نفسه، أحد وكلاء هذه المواقع، كيف تظهر أرقام الأموال والعملاء الكبيرة في موقع المراهنات، وكيف أنها ليست بالمجمل أرقام حقيقية بل بعضها يكون ناتجا عن ربح الزبون وتضاعف قيمة المال الذي يلعب به لعباً كبيراً.

ويقول "رائد": “بعض العملاء يفتحون حسابات بمبالغ كبيرة قد تصل إلى ملايين الليرات، وعندما تتضاعف هذه الأموال نتيجة الربح تبقى مسجلةً في بيانات الموقع، أي ليس بالضرورة أن تكون جميعها أموال ناتجة عن تحويلات حقيقية لحسابات أولئك العملاء وفقا لما نشره موقع "هاشتاغ" المحلي”.

ويضيف: “غالبية العملاء يبدؤون حساباتهم بمبالغ بسيطة جداً لا تتعدى الدولارين ويعملون لاستثمارها ضمن الموقع بالرهان على الأحداث الرياضية بمختلف أنواعها، أو باللعب بألعاب تسمى ألعاب الكازينو، وفي كلتا الحالتين يعتمد الربح على الحظ بالدرجة الأولى، لكن في الحالة الأولى تلعب متابعة الزبون واهتماماته الرياضية دوراً كبيراً في توقّعه الصحيح للأحداث والنتائج”.

على الرغم من المخاطر المرتبطة بالمراهنات، فإن الفقراء وذوي الدخل المحدود يشكلون النسبة الأكبر من المشاركين في هذه الأنشطة، إذ يرى الكثيرون في هذه المواقع بوابةً لتحقيق أحلامهم المادية، وربما الوصول إلى الثراء بسرعة، بعيداً عن العمل الشاق والوظائف متدنية الأجور.

ويظهر هذه انتشار مواقع المراهنات وألعاب الكازينو الكبير في القرى والمناطق النائية بمحافظات سورية مختلفة، خصوصاً في الأماكن التي تندر فيها الفرص ويكثر فيها الشبان العاطلين عن العمل، الذين يجدون صعوبات في تأمين قوت يومهم فيتجهون إلى تلك المواقع التي تهوي بغالبيتهم إلى الحضيض نتيجة إدمانها ولا تنتشل منهم إلا ما ندر.

وفي هذا السياق، يروي “ماجد. ب” (23 عاماً) من إحدى قرى ريف حمص كيف تسبب إدمانه أحد تلك المواقع في خسارته مبلغاً يفوق الـ35 مليون ليرة سورية في أقل من شهرين، مبيناً ان طمعه في الحصول على مزيد من الربح وإيفاء ديونه أدى إلى تكبده ديونا مضاعفة بمئات المرات.

ويقول “ماجد” : “البداية كانت عندما سمعت كيف أن أحد الأشخاص ربح مبلغ 500 مليون ليرة، هذا الأمر دفعني للتواصل مع أحد الوكلاء وفتح حساب بقيمة 50 ألف ليرة، ربحت منها ما يقارب المليوني ليرة قبل أن أبدأ بالسقوط وتكرار عمليات شحن الحساب مراراً وتكراراً”.

ويضيف: “في الشهر الثاني كان هدفي تعويض خسارتي فقط، بدأت تتراكم علي الديون نتيجة هلعي لإعادة ما كنت قد استدنته في السابق، وها أنا الآن مدانٌ بـ 35700000 ليرة سورية، الأمر كان أشبه بباب الفرج حتى أصبح باباً للجحيم لي”.

عدد المشاهدات: 86714
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة