عند كل أزمة معيشية تعيشها سورية، تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالشكاوى والانتقادات والتعبير عن الاستياء، بالمختصر يبدأ المواطنون عبر منبرهم الوحيد فيس بوك بـالنق!!

فهل اعتاد المواطن على هذا النق أم أنه فعلا على حق؟..

التبريرات الحكومية التي برزت في الفترة الأخيرة، شرحت مرارا وتكرار أن هذه الأزمات المعيشية سببها الأساسي الحصار الاقتصادي والعقوبات، والتي ربما كان الهدف منها التخفيف من هذا التذمر المستمر، باتباع نهج جديد من التبرير الذي كان مفقود سابقاً.

الجهات التنفيذية تحاول تبرأة نفسها بهذه المبرارات الحقيقية، ولكن هل ستحصل على البراءة الكاملة من المواطنين، أم أن الحجج المسببة للأزمات تترافق دائما مع تقصير يسمح للمواطن بالعودة إلى النق ؟

عضو مجلس الشعب، وضاح مراد، يرى أن مطالبة الناس بحاجاتهم المعيشية هو حق مطلق لهم ، فليس من المنطق أن يتم الحجر حتى على الكلمة، خاصةً في ظل هذا الواقع المعيشي والأزمات المعيشية المتتالية.

ويوضح مراد أن الحصار الاقتصادي والعقوبات تؤثر فعلا وبشكل مباشر على الواقع المعيشي، لكن الأزمات المعيشية ليست جميعها بسبب هذه العقوبات ، فالتقصير له دور أساسي، لافتاً إلى أن عدم الكفاءة والمعايير غير المناسبة التي وضعت في انتحابات مجالس الإدارة المحلية الأخيرة على سبيل المثال كان لها انعكاس سلبي مباشر على حياة الناس، إضافة إلى المحسوبيات ووصول أشخاص ليسوا من ذوي الخبرة إلى تلك المجالس، إلى جانب الفاسدين منهم.

ويؤكد مراد أن 30% فقط من أعضاء مجالس المدن يعملون بشكل جيد ويقومون بواجباتهم كاملةً، وهذا ينعكس بشكل مباشر على استياء المواطنين، ومن الممكن لهؤلاء ولو بالكلمة الحلوة أن يخففوا عن المواطنين، فعندما يتصل مواطن ليشتكي غياب الكهرباء على سبيل المثال، وتتم الإجابة عليه بـ هاد يلي عنا، سيفهم أن عليه أن يخرس! وسيستاء ويعترض ويعبر عن ذلك بمختلف الطرق.

ويلفت إلى أنه ربما سيكون الوضع مختلفا لو تم الاعتذار منه والتبرير له بطريقة أكثر لباقة،
مضيفاً أن سورية ولاّدة ولو شَغل ذوي الاختصاص الأماكن المناسبة لهم، لكان الوضع المعيشي مختلفا وأفضل بكل تأكيد ، حتى في ظل الأزمة التي نعيشها.

من جانبه، يرى عضو مجلس الشعب مجيب الدنان، أن المواطن يتحمل مسؤولية الأزمات مع الحكومة، في الوقت نفسه يؤكد أن ما تنقله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يكون أحيانا فيه مطالب محقة، وعندما لا يكون هناك استجابة سيعبر المواطن عن عدم رضاه.

ويضيف : مطالب أهلنا مسؤولية تقع على السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية ، ومواطننا يتحمل جزءا من المسؤولية، فثقافة نشر الإشاعات وتبنيها موجودة، إضافة إلى عدم تعاون المواطن خلال الأزمات، فعلى سبيل المثال في أزمة الغاز بدلا من أن يحاول التخفيف من الأزمة يبدأ بتعبئة جميع أسطوانات الغاز الموجودة في منزله ما يزيد من حدّة الأزمة.

ويلفت الدنان إلى أنه من المفترض أن يكون هناك تعاون من السلطات القائمة، وتفهم من المواطن، فنحن في حرب صعبة وهي في الربع ساعة الأخيرة، والأصعب دائما هو الجولة الأخيرة، لذا المطلوب شفافية من الحكومة في شرح الواقع الخدمي، وتفهم وتعاون من المواطن.

مؤكداً أن المشهد اليوم يبعث على التفاؤل، والمواطن الذي صمد 8 سنوات قادر على أن يتفهم الواقع ويستوعب المرحلة ويتجاوزها.

والسؤال الأخير الذي يطرح نفسه: هل استنفذت الأزمات المعيشية السابقة صبر المواطن، حتى أصبح نقاقا بمبرر في كثير الأحيان، ومن غير مبرر في بعضها؟

23/02/2019
عدد المشاهدات: 4353
اسعار صرف العملات
www.syria-ex.com




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة