2023-04-12

لا تزال تداعيات الوضع الاقتصادي في سورية، تلقي بظلالها الثقيلة والتي تعتبر الأخطر حيث تتعلق بصحة الأطفال، حيث سجلت العديد من حالات "التقزم الغذائي"، بسبب عدم كفاية الطفل من الغذاء.

و أكدت الدكتورة سحر إدلبي، أمين سر جمعية أطباء الأطفال السورية، واستشارية الغدد والنمو والسكري والتغذية عند الأطفال في مشفى الأطفال سابقاً، أنه تم رصد حالات من “التقزم الغذائي” بسبب عدم حصول الطفل على كفايته من الغذاء الصحي والضروري، وتحديداً في السنوات العشر الأخيرة.

و أشارت الدكتورة إدلبي، أن المسح الذي أجرته وزارة الصحة في العام 2019، بيّن أن نسبة التقزم (أي قصر القامة الشديد)، وصلت إلى 12.6%، وهي من النسب العليا عالمياً.

ولفتت إدلبي لصحيفة البعث، إلى أن السبب الأهم لقصر القامة في بلادنا هو سوء التغذية في مرحلة الطفولة الأولى، وعدم تأمين الاحتياجات الأساسية للطفل، من نمو سليم وطاقة ومناعة، خاصةً إذا لم يستوفِ الطعام جميع العناصر الضرورية، أو اقتصر على نوع معيّن من العناصر الغذائية، أو ما ما تسميه بـ “الجوع الخفي”، وهو الظاهرة التي تتمثل بحشو البطن بدون أية فائدة، بحيث يبلغ الطفل حدّ الإشباع ولكن دون حصوله على العناصر الضرورية اللازمة لنموه، جرَّاء تناوله طعاماً غير صحي، يُشعره بالشبع فقط ويمنحه بعض الطاقة، ولكن دون التمتع بأي نموٍ حقيقي.

وشددت إدلبي على أن السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل هي الأهم لجهة التغذية كونها من أهم المراحل التي ينمو فيها الطفل، ولأن أية خسارة قد يخسرها في تلك المرحلة سيصعب علاجها أو تعويضها، وهو ما بينته أيضاً مخططات النمو المعنية بمراقبة أطوال الأطفال في بلادنا والتي أظهرت أن الطول المثالي لأطفالنا أقل من اللازم.

وكشفت إدلبي أنهم كجهات طبية توصلوا لاستنتاجٍ عبر التواصل مع الأهالي بأن التغذية التي تلقاها الأطفال في مراحل عمرهم الأولى كانت سيئة، إن كان لجهة الإرضاع الطبيعي أو لجهة التغذية التكميلية التي يجب أن يحصل عليها الطفل بعد عمر 6 أشهر، لعدم جدواها وافتقارها للمعادن والطاقة، كأن تكتفي بعض الأمهات بإعطاء أطفالهن خبزاً وشاياً، وهو نمطٌ في التغذية شائعٌ جداً ونلحظه بوضوح في مجتمعاتنا.

وأكدت إدلبي، أنه وعلى الرغم مما تقدّمه المنظمات الدولية في المراكز الحكومية من مواد داعمة للنمو كمسحوق الفيتامينات وزبدة الفستق، وخاصةً خلال مراحل الطفولة الأولى، إلا أننا نحتاج لجهودٍ كبيرة وتكاتفٍ من قبل جميع المعنيين، لأننا أمام حالاتٍ مرضية للوقت تأثيرٌ كبيرٌ ومباشر في علاجها.

و قالت منظمة "اليونيسف" في تقرير نشرته بشهر آذار الماضي ، "إن أكثر من 609,900 طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم في سوريا، إذ ينجم التقزم عن نقص التغذية المزمن ويسبب أضراراً بدنية وعقلية للأطفال لا يمكن التعافي منها، ويؤثر ذلك في قدرتهم على التعلم وإنتاجيتهم في مرحلة البلوغ".

أما برنامج الأغذية العالمي فقدر أن 12.1 مليون سوري يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي بزيادة 51 في المئة عن عام 2019، كما أن 2.5 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد، ويشكل هذا الرقم أكثر من نصف عدد السكان.

عدد المشاهدات: 27324
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة